الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)
.الخبر عن زواوة وزواغة من بطون ضرسة من البرابر البتر والالمام ببعض أحوالهم. .زواوة: بنو مجسطة وبنو مليكش وبنو كوفي ومشداله وبنو زريقف وبنو كوزيت وكرسفينة ووزلجة وخوجة وزكلاوه وبنو مرانه ويقال إن بني مليكش من صنهاجة والله أعلم. ومن قبائل المشهور لهذا العهد بنو بحرو وبنو مابكلات وبنو مترون وبنو ماني وبنو بوعردان وبنو تورغ وبنو يوسف وبنو عبسي وبنو بو شعيب وبنو صدقة وبنو غبرين وبنو كشطولة ومواطن زواوة بنواحي بجاية ما بين مواطن كتامة وصنهاجة أوطنوا عنها جبالا شاهقة متوعرة تنذعر منها الأبصار ويضل في غمرها السالك مثل بني غبرين بجبل زيري وفيه شعراء من شجر الزان يشهد بها لهذا العهد. ومثل بني فرلوسن وبنى سرا وجبلهم ما بين بجاية وتدلس وهو أعظم معاقلهم وأمنع حصونهم فلهم به الاعتزار على الدول والخيار عليها في إعطاء المغرم مع أن كلهم لهذا العهد قد امتنع لساهمه واعتز على السلطان في أبناء طاعته وقانون مزاجه. وكانت لهم في دولة صنهاجة مقامات مذكورة في السلم والحرب بما كانوا أولياء لكتامة وظهر أولهم على أمرهم من أول الدولة وقتل بادس بن المنصور في إحدى وقائعه بهم وشيخهم زيري بن أجانا لاتهامه أباه في أمر حماد ثم واختط بنو حماد بعد ذلك بجاية وتمرسوا بهم فانقادوا وأذعنوا لهم إلى آخر الدولة واتصل أذعانهم إلى هذا العهد إلا تمريضا يحملهم عليه الموثقون بمنعة جبالهم وكانت رياسة بني يراثن منهم في بني عبد الصمد من بيوتاتهم وكاتب عبد ثعلب السلطان أبو الحسن على المغرب الأوسط شيخه عليهم من بني عبد الصمد هؤلاء اسمها شمسي وكان لها عشرة من الولد فاستفحل شأنها بهم وملكت عليهم أمرهم. ولما تقبض السلطان أبو الحسن على ابنه يعقوب المكنى بأبي عبد الرحمن عندما فر من معسكره بمتيجة سنة ثمان أو سبع وثلاثين وسرح في أثره الخيالة فرجعوه واعتقله ثم قتله من بعد ذلك حسبما يذكر في أخبارهم لحق حينئذ بني يراثن هؤلاء خازن من مطبخه فموه عليهم باسمه وشبه بتمثاله ودعا إلى الخروج على ابنه بزعمه فشمرت شمس هذه عزائمها في إجازته وحملت قومها على طاعته وسرب السلطان أبو الحسن أمواله في مومها وهما على السلامة فأبته ثم نمي إليها الخبر بمكره وتمويهه فنبذت إليه عهده وخرج عنها إلى بلاد العرب كما نذكر بعض ذلك في أخبارهم. وقدمت على السلطان أبي الحسن في وفد من قومها وبعض بنيها فاستبلغ السلطان من تكرمها وأحسن صلتها وأجاز الوفد ورجعت بهم إلى موطنها ولم تزل الرياسة في هذا البيت. .زواغة. .الخبر عن مكناسة وسائر بطون بني ورصطف وما كان لمكناسة من الدول بالمغرب وأولية ذلك وتصاريفه. وزاد سابق وأصحابه في بطونهم هناطة وفولالة وكذلك عدوا في بطون مكنه: بني درطين وبني فولالين وبني يزين وبني جرين وبني بوعال ولمكناسة عندهم أيضا بطون كثيرة منها: صولات وبوحاب وبنو ورفلاس وبنو وردنوس وقيصارة ونبعة وورقطنة وبطون ورصطف كلهم مندرجون في بطون مكناسة وكانت مواطنهم على وادي ملوية من لدن أعلاه سجلماسة إلى مصبه في البحر وما بين ذلك من نواحي تازا وتسول وكانت رياستهم جميعا في بني ابايرون وإسمه مجدول بن تاقرسي بن فراديس بن ونيف بن مكناس وأجاز منهم إلى العدوة عضد الفتح أمم وكانت لهم بالأندلس رياسة وكثرة وخرج منهم على عبد الرحمن الداخل شيعا بن عبد الواحد سنة إحدى وخمسين واعتصم بشنتمرية ودعا لنفسه منتسبا إلى الحسن بن علي وتسمى عبد الله ابن محمد وتلقب بالفاطمي وكانت بينه وبين عبد الرحمن حروب إلى أن غلبه ومما أثر ضلالته وكان من رجالتهم لعهد دولة الشيعة مصاله بن حبوس بن منازل إتصل بعبيد الله الشيعي وكان من أعظم قواده وأوليائه وولاه تاهرت وافتتح له المغرب وفاس وسجلماسة. ولما هلك أقام أخاه يصلتين بن حبوس مقامه في ولاية تاهرت والمغرب ثم هلك وأقام ابنه حميدا مقامه فانحرف عن الشيعة ودعا لعبد الرحمن الناصر واجتمع مع بني خزر أمراء جراوة على ولاية المروانية ثم أجاز إلى الأندلس وولي الولايات أيام الناصر وابنه الحكم وولي في بعضها تلمسان بدعوتهم ثم هلك وأقام ابنه لرصل بن حميد وأخوه يباطن بن يصلتين وعلى ابن عمه من ماله في ظل الدولة الأموية إلى أن أجاز المظفر بن أبي عامر إلى المغرب فولي يصل بن حميد سجلماسة كما نذكره ثم إن رياسة مكناسة بالعدوة انقسمت في بني أبي نزول وانقسمت مسايل مكناسة بانقسامها وصارت رياسة مكناسة في مواطن سجلماسة وما إليها من بني واسول بن مصلان بن أبي نزول ورياسة مكناسة بجهات تازا وتوسول وملوية ومليلة لبني أبي العافية بن أبي نائل بن أبي الضحاك بن أبي نزول ولكل واحد من هذين الفريقين في الإسلام دولة وسلطان صاروا به في عداد الملوك كما نذكره.
|